تقع شبه جزيرة قطر وهي لسان كبير يمتد داخل الخليج العربي على الساحل الغربي من الخليج العربي، وعاصمتها الدوحة.
تحدها من الجنوب المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومن الشمال الشرقي البحرين.
وتبلغ مساحتها 11437كم2 ويبلغ عدد السكان حوالي 600,000 نسمة أهم مدنها بعد العاصمة الدوحة: الريان والوكرة.
نبذة تاريخية:
العصر الإسلامي:
فتح خالد بن الوليد إقليم اليمامة ـ وكانت قطر تشكل جزءاً منه ـ عام 633م. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الإقليم تابعاً من الناحية الإدارية للخلافة الإسلامية إلى أن احتله القرامطة عام 900م. وقد مكثوا فيها حتى عام 1075م. حيث قضى عليهم العيونيون حتى انقرضت أيضاً دولة الأخضريين في اليمامة.
ومع زوال هذه الدولة تفرق شمل القبائل، فكانت السيطرة للأقوى. وقد استمر هذا حتى انتهاء العصر العباسي ومجيء عصر المماليك، وقد زاد أمر اليمامة ضعفاً وعاش سكانها على هامش التاريخ حتى خضعت هذه البقعة لبني خالد عام 1180 هـ ـ 1776م. وقد اتصل بهم آل مسلم الذين يمتون بصلة النسب إليهم. ويساعدوهم في توطيد حكمهم في قطر، وكان المعاضيد من آل علي يقيمون في (الفويرط) في الشمال الشرقي من شبه الجزيرة. وهناك بعض السودانيين الذين يقيمون في الدوحة التي كانت تعرف باسم (البدع).
وفي عام 1179 نزل آل خليفة وهم من العتوب في الزبارة قادمين من الكويت، وبعد مدة تبعهم أقرباؤهم الجلاهمة، ولم يلبث أن وقع الخلاف بين الطرفين. ولكنهم أبيدوا على أيدي آل خليفة. ومن بقي منهم انتقل إلى خورجستان.
حاولت إيران إخضاع الزبارة لكنها فشلت عام 1197 هـ. وقام آل خليفة عام 1198 بهجوم على البحرين التي كانت تتبع لإيران، واستسلم الإيرانيون وانتقل آل خليفة من الزبارة إلى المنامة، وكان الشيخ أحمد بن خليفة أول شيخ من عرب العتوب يحكم البحرين.
توسعت الدولة السعودية في المنطقة الشرقية وضمت إليها قطر والبحرين وذلك عام 1224. لكنهم خرجوا من قطر عام 1226 بمساعدة سلطان مسقط.
حدث خلاف في أسرة آل خليفة في البحرين إذ نافس محمد بن خليفة ابن عمه عبد الله بن أحمد لكنه هزم أمامه فالتجأ إلى السعوديين وطلب الدعم والمساعدة فأيدته قبائل النعيم والجلاهمة والبوكوارة فرجع إلى قطر بعد أن انتصر على ابن عمه وتسلم حكم البحرين عام 1258 هـ.
في عام 1285 هـ اتفقت بريطانيا مع الشيخ محمد آل ثاني بالعودة إلى الدوحة، وتعد قبيلته أكثر القبائل رجالاً ونفوذاً، وهي فرع من المعاضيد الذين هم بطن من آل علي. واستمر نفوده حتى عام 1288 حيث خلفه ابنه قاسم الذي تعرض لهجوم عثماني بقيادة أمير الكويت. واضطر قاسم بن محمد لرفع العلم العثماني عام 1288 بعدما هزمت القوات العثمانية جنوب الدوحة، كما واضطر أيضا للتنازل عن الإمارة لشقيقه أحمد بن محمد كمصالحة مع العثمانيين، واغتيل أحمد بن محمد بيد أحد خدامه من بني هاجر وتولى الأمر بعده عبد الله بن قاسم، وفي عهده بدأت المفاوضات بين العثمانيين والإنكليز وذلك عام 1329هـ لحل مشاكل الخليج بينهما ومنها قطر. وكان الانكليز يهدفون إلى طرد العثمانيين، كما كانوا لا يقرون بسيادة البحرين على قطر. وتم توقيع المعاهدة في لندن تخلت نتيجتها الدولة العثمانية عن حقوقها في قطر، واعترفت بخط يفصل بين نجد وقطر ثم نشبت الحرب العالمية الأولى وانسحبت الدولة العثمانية من قطر نهائياً عام 1334.
عهد الاستقلال:
في عام 1335 هـ ـ 1916 م وقع الشيخ عبد الله بن قاسم حاكم قطر مع إنكلترا اتفاقية حماية مقابل إشراف بريطانيا على شؤون قطر الخارجية والتشريعات. ثم منح الشيخ عبد الله بن قاسم شركة قطر للنفط حق التنقيب في بلاده وهي شركة إنجليزية إيرانية، إلا أن عمليات الانتاج تأخرت بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية حتى سنة 1949 حيث تم استخراج حوالي 80 ألف طن من النفط.
وفي عام 1960 م تنازل الشيخ علي آل ثاني لابنه الشيخ أحمد بعد حكم دام 11 سنة سعت قطر عام 1968 للاتحاد مع البحرين والإمارات العربية بعد إعلان بريطانيا عزمها سحب قواتها من الخليج عام 1970م. وفي نفس العام أصبح الشيخ خليفة آل ثاني رئيساً للوزراء.
وفي عام 1971 نالت قطر استقلالها بعد ما فشلت في محاولاتها للاتحاد مع جيرانها من دول الخليج. واستبدلت معاهدة 1916 بمعاهدة صداقة مع بريطانيا.
وفي عام 1972 قام الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بانقلاب أبيض وأصبح أميراً لقطر وأعلن عن إصلاحات سياسية واقتصادية وقلص الامتيازات التي تتمتع بها العائلة الحاكمة في قطر. ثم وقعت قطر اتفاقية دفاع مشترك مع السعودية عام 1982.
وفي نيسان أبريل 1986 نشأت مشكلة حدودية بين قطر والبحرين على جزيرة فشت الديبال المتنازع عليها بين البلدين، ثم تم حسم هذه المشكلة عن طريق مجلس التعاون الخليجي. كذلك وقع خلاف بين الدولتين بخصوص جزيرة هاوار، وقد حاولت المملكة العربية السعودية التوسط لحل المشكلة، ثم جاءت محاولة قطر لعرض هذا النزاع على محكمة العدل الدولية وذلك في العام 1994.
إلا أن تسلم أمير قطر الجديد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زمام الأمور بدلاً من أبيه في حزيران 1995، قد غير من بعض الأمور، إذ أكد الشيخ حمد أن تسوية هذه الخلافات يمكن أن تسوى ضمن البيت العربي الخليجي وهذا ما شجع السعودية على المضي قدماً في مبادرتها.
وفي يونيو (حزيران) 1995 تسلم ولي العهد يومها حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم، وفي عهده ألغيت وزارة الإعلام وجرت في مارس (أذار) 1999 انتخابات بلدية شاركت فيها للمرة الأولى النساء القطريات.