نحن في العطلة الصيفية و كما هو معروف يكثر فيها الزواج ويظهر التباهي فيها خاصة بين النساء ، فكل واحدة تريد أن يكون زواج ابنها أو ابنتها أفضل زواج يتكلم عنه النساء زمنا طويلا ، بغض النظر عن تكاليفه سواء كانت متوسطة أو كثيرة وغالباً ما تكون كثيرة
طبعاً كل ذلك على حساب الزوج .
وبسبب ذلك عزف كثيراً من الشباب عن الزواج وهذا سبب العنوسة لدى الفتيات وهذه من أكبر المشكلات في عصرنا.
حدود الإشكالية :
نعم من حق الأهل أن يفرحوا بأبنائهم ولكن في حدود المعقول ، وفي ما لا يخالف الشرع ، خصوصاً في هذا الزمن هناك من يعانون ويحتاجون إلى الضروريات فكيف نتباهى أمامهم بإتلاف الملايين مقابل مناسبة يمكن أن تتم بأبسط من ذلك.
أرى أن يراجع الكثير من الناس مواقفهم تجاه نمط وأسلوب حفلات الزواج بما يناسب الزمن الذي نحن فيه، ولا يضع الكثير من الأعباء على الزوج أو أهله.
سبب هذه الإشكالية :
الكثير من الشباب المقبلين على الزواج يدخلون في ديون مجاراة لبعض العادات الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي وتمشياً مع رغبات أهل العروس وإرضاء لبعض الأطراف الأخرى خصوصاً العنصر النسائي . حيث إن العنصر النسائي يثقل كاهل العريس بطلبات بغرض التباهي والتفاخر . والمرأة كما ندرك لا تقيس الأمور كما يقيس الرجال ولم تحس بقيمة المادة . همها أن تتباهى وتتفاخر أمام صاحباتها وقريباتها بأن زواجها في المكان الفلاني وكلف كذا وكذا.. وبعض الرجال للأسف يسعد بهذا التفاخر والتباهي .
القضية بشكل موسع :
اتقوا الله و ابدأو الزواج بداية صحيحة ولا تبدأو الزواج بالاقتراض من الناس وينتهي بما لاتحمد عقباه .
كثير من الأفراح انتهت بالطلاق بسبب البذخ وبسبب الإسراف وكل زواج يبدأ بمعصية الله فنهايته إلى الزوال وإلى الخراب وإلى الدمار، فتقوى الله هي السعادة .
حفلات الزواج ينبغي أن تكون شرعية ، فعلينا أن نتقي الله عز وجل وأن تكون حفلات زواجنا وفق ما شرع الله وبين رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومما يلاحظ عند كثير من النساء التباهي باللباس فالزوجة تلبس فستانا يفوق ثمنه بعشرات الآلاف . وهذا والله نوع من البذخ والإسراف إذ تلبسه ليلة واحدة ثم تلقي به جانباً ، هذا تجرؤ على نعم الله، والله عز وجل يمهل ولا يهمل .
ومن المبالغات أيضا في حفلات الزواج استمرارها إلى طلوع الفجر وهذا منهي عنه نهيا صريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يكره النوم قبل صلاة العشاء ويكره السهر بعدها .
فلا بأس إن كان الزواج في فترات محدودة لمدة ساعة أو ساعتين أما أن تستمر إلى الفجر فهذا منافي للشرع الإسلامي وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أيضا من الأمور التي تحصل في حفلات الزواج المباهاة في الولائم وكثيرا من الأطعمة وللأسف الشديد تذهب سدى إلى أين إلى النفايات، ونسوا قول الله تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) . تزوج عبد الرحمن بن عوف فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة، فإذا كان الرسول يقول لعبد الرحمن أولم بشاة فهذا دليل على الاقتصاد ، وعدم البذخ والإسراف والتبذير.
الزواج طمأنينة ورحمة للنفس ، الكل يدرك أن الزواج هو نصف الدين وخطوة لابد أن يقدم عليها كل إنسان وإنسانة.
الزوج هو بنفسه الذي يستطيع أن يتكيف على حسب وضعه يمكن أن يكون الزواج ميسراً وسهلاً كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن انجح الزواج هو أيسره مهراً , لكن ما يحصل حاليا هو التباهي والتعالي والتفاخر ، كل هذه الأمور تعتبر دخيلة على مجتمعاتنا و هذه الامور لا يقرها الدين ولا العقل .وتحياتى للجميع الى موضوع اخر باذن الله